الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَنزَلَ مَلاَئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } * { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ }؛ أي أرسلناهُ إليهم ليدعوَهم إلى عبادَتِنا، { فَقَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عبادةَ غيرهِ. { فَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ }؛ أي الأشرافُ منهم والرؤساءُ قالوا لسُفائِهم: { مَا هَـٰذَا }؛ الذي يدعوكُم إلى التوحيدِ، { إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ }؛ أي آدَمِيٌّ مثلُكم، { يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ }؛ أي يَتَقَدَّمَ عليكم بدعوَى النبُوَّةِ ليكونَ له الفضلُ عليكم فتكونوا له تَبَعاً، { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ }؛ أن يُرسِلَ إلينا رسولاً مِن عنده، { لأَنزَلَ }؛ أي لأرسلَ { مَلاَئِكَةً }؛ مِن عنده، { مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا }؛ بمِثْلِ هذه الدَّعوةِ، { فِيۤ آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ }؛ ولا أرْسَلَ إليهم بشراً، { إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ }؛ أي قالوا: ما نوحُ إلاَّ رجلٌ به جُنُونٌ، { فَتَرَبَّصُواْ بِهِ حَتَّىٰ حِينٍ }؛ أي فانتَظِروا حتى يَموت فنستريحَ منه.

فلما يَئِسَ من إيْمانِهم؛ { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ }؛ أي أعِنِّي عليهم بتكذيبهم إيَّايَ وجُحُودِهم نبُوَّتِي، والمعنى: انصُرْنِي عليهم بإهلاكِهم جَزَاءً لَهم بتكذيبهم.