الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ }؛ أي أنزلنا المطرَ من السَّماء بقدر الحاجةِ إليه؛ أي بقَدْر ما يكفيهم للمعيشةِ، وَقِيْلَ: بقدرٍ يعلمهُ الله. قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ } أي جعلنا سُكْنَاهُ ومستقرُّهُ في الأرضِ مثل العيون والغُدْرَانِ والرَّكَايَا. وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: " أنْزَلَ اللهُ مِنَ الْجَنَّةِ خَمْسَةَ أنْهَارٍ: سِيْحُون وَهُوَ نَهْرُ الْهِنْدِ، وَجِيْحُونُ وَهُوَ نَهْرُ بَلَخ، وَدِجْلَةُ وَالْفُرَاتُ وَهُمَا نَهْرا الْعِرَاقِ، وَالنِّيْلُ وَهُوَ نَهْرُ مِصْرَ، أنْزَلَهَا اللهُ مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ أسْفَلِ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهَا عَلَى جَنَاحَي جِبْرِيْلَ. وَذلِكَ قَوْلُهُ { فَأَسْكَنَّٰهُ فِي ٱلأَرْضِ }. فَإذا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أرْسَلَ اللهُ جِبْرِيْلَ فَرَفَعَ مِنَ الأَرْضِ الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْحَجَرَ الأَسْوَدَ وَهَذِهِ الأَنْهَارَ الْخَمْسَةَ، فَيَرْفَعُ ذلِكَ إلَى السَّمَاءِ، فَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَٰدِرُونَ }؛ فَإذا رُفِعَتْ هَذِهِ الأَشْيَاءُ فَقَدَ أهَلُهَا خَيْرَ الدِّيْنِ وَالدُّنْيَا ".