الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً }؛ قال ابنُ عبَّاس: (مَعْنَاهُ: أشْهَدُ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَأعْمَلُ طَاعَةَ الله) { فِيمَا تَرَكْتُ }؛ أي في ما مَضَى مِن عُمري، قَالَ اللهُ تَعَالَى: { كَلاَّ } لا يرجعُ إلى الدُّنيا، ولا يجوزُ أن يكون (لَعَلَّ) في هذه الآية للشَّكِّ؛ لأنه لا معنى لذلكَ مع حرصهِ على الرَّجعة والنجاةِ من الموت والعذاب، وإنَّما المعنى: لِكَي أعملَ صالحاً، و(كَلاَّ) كلمة رَدْعٍ وزَجْرٍ وتنبيهٍ أي لا يكونُ له ذلك.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّهَا }؛ أي من مسألةِ الرُّجوع إلى الدُّنيا، { كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } ، عند موتهِ ولا فائدةَ في ذلكَ، { وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ }؛ أي مِن أمَامِهم حَاجِزٌ وحجابٌ بينهم وبين الرُّجوعِ إلى الدُّنيا، وهم فيه إلى يومِ يبعثون، فالقبرُ حاجزٌ، وكل فصلٍ بين شَيئين بَرْزَخٌ.