الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَٰتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمُنْكَرَ }؛ أي وإذا يُقْرَأُ عليهم القُرْآنُ تَعْرِفُ في وجوهِهُمُ الإنكارَ للقُرْآن من الكراهةِ والعُبُوسِ، { يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَٰتِنَا }؛ أي يكادون يَسْطُونَ بالمؤمنين ليَردُّوهم. وَقِيْلَ: معناهُ: يكادون يَقِعُونَ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِن شدَّة الغيظِ. وَقِيْلَ: يكادون يَسْطُونَ إلى المؤمنينَ أيدِيَهم بالسُّوء. يقالُ: سَطَا فلانٌ على فلانٍ إذا تناولَهُ بالسَّطْوِ والعنف، وأخذهُ بالشدَّة والإخافةِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ }؛ أي قُلْ يا مُحَمَّدُ أفأُخَبرُكُمْ بشَرٍّ عليكم من غَيْظِكم على التالِي لآياتِ الله وهو { ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }؛ يصيرونَ إليها، { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }؛ وَقِيْلَ: إنَّ الكفارَ قالوا: واللهِ ما رأينا قَوْماً أقلَّ حَظّاً منكم يا أصحَابَ مُحَمَّدٍ، قالَ اللهُ تَعَالَى: قُلْ يا مُحَمَّدُ: أفأخَبرُكم بشَرٍّ مِنْ ذلِكُمْ؛ أي بشَرٍّ مما قُلْتُمْ: النارُ مَن دخلَها فحالهُ شرٌّ مِن حالنا.