الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ }؛ أي ليجعلَ ما يُلقي الشيطانُ في قراءتهِ فتنةً للذين في قلوبهم شَكٌّ ونفاقٌ؛ لأنَّهم افْتُتِنُوا بما سَمعوا فازدادوا عُتُوّاً، وظَنُّوا أن مُحَمَّداً صلى الله عليه وسلم يقولُ الشيءَ مِن عند نفسهِ فيبطلهُ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ }؛ يعني المشركينَ كذلك ازدَادُوا فتنةً وضلالة وتكذيباً، سَمَّاهم قاسيةً قلوبُهم؛ لأنَّها لا تلينُ لتوحيدِ الله، وقولهُ تعالى: { وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ }؛ يعني أهلَ مكَّة، { لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }؛ أي مشاقَّةٍ بعيدةٍ عن الحقِّ.