الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } * { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } * { قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ } * { قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ }؛ أي مِن قبل بُلُوغِهِ، وَقِيْلَ: معناهُ: مِن قَبْلِ مُوسَى وهارون، والمعنى: آتيناهُ هُدَاهُ وهو صغير حين كان في السِّرْب حتى عرفَ الحقَّ من الباطلِ، { وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ }؛ أي آتيناهُ رُشْدَهُ، { إِذْ } ، حين، { قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ } ، في الوقت الذي خرجَ من السرب فرآهم يعكفونَ على الأصنام: { مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } أي التصاويرُ التي لأجلِها مقيمون عليها، { قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ }؛ بيَّنُوا بهذا الجواب أنه لا حُجَّةَ لَهم في عبادةِ الأصنام إلاَّ تقليدَهم لآبائهم، فأجابَهم إبراهيم، { قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ }؛ فِي عبادةِ الأصنام، { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }؛ عن الحقِّ ظاهرٍ.