الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ }؛ منصوبٌ بقولهِ (يَلْعَبُونَ)، ومعناهُ: غَافِلَةً قلوبُهم عما يرادُ بهم، معرضةً عن ذِكْرِ اللهِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى }؛ أي تَنَاجَوا فيما بينهم سِرّاً.

ثم بَيَّنَ مَنْ هم فقال: { ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ }؛ أي الذين أشْرَكُوا باللهِ، و(الَّذِيْنَ) في موضعِ الرفع بدلٌ من الضمير في (أسَرُّوا) كما في قولهِ تعالىثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ } [المائدة: 71]، ويجوزُ أن يكون (الَّذِيْنَ) خُفِضَ نعتاً للناسِ؛ أي اقتربَ للناسِ الذين هذا حالُهم.

ثُم بَيَّنَ النَّجْوَى الذي أسرُّوهُ بقوله: { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } أطْلَعَ اللهُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّهم قالوا: هَلْ مُحَمَّدٌ إلاّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، فإذن تتبعون بشر مثلكم، { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }؛ وأنتم تعلمونَ أنه سِحْرٌ. قال السديُّ: (قَالُوا مُتَابَعَةُ مُحَمَّدٍ مُتَابَعَةُ السِّحْرِ)، والمعنى: أتَقْبَلُوا السِّحرَ، وأنتم تعلمون أنهُ سِحْرٌ.