الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ }؛ أي فاصبر يا مُحَمَّدُ على ما يقولون من الشَّتمِ والتكذيب فسيعودُ عليهم وَبَالُ ذلكَ، قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ }؛ أي صَلِّ صلاةَ الفجرِ، { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا }؛ يعني صلاةَ العصرِ، { وَمِنْ آنَآءِ ٱلْلَّيْلِ فَسَبِّحْ }؛ يعني المغرِبَ والعشاءَ، وآناءُ اللَّيلِ ساعاتهُ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ }؛ يعني صلاةَ الظهر، قال قتادةُ: (كَأَنَّهُ ذهَبَ إلَى أنَّهُ آخِرُ النِّصْفِ الأَوَّلِ مِنَ النَّهَارِ طَرَفٌ، وَأوَّلُ النِّصْفِ الثَّانِي طَرَفٌ). وقال الحسنُ: ((وَقَبْلَ غُرُوبهَا): الظُّهْرُ وَالْعَصْرُ، (وَأطْرَافَ النَّهَار): صَلاَةُ التَّطَوُّعِ). قَوْلُهُ تَعَالَى: { لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ }؛ قرأ الكسائيُّ وأبو بكر بضَمِّ التاء؛ أي تُعْطَى الرِّضَى بالدرجاتِ الرفيعة، يرضاكَ اللهُ ويسمى مَرْضِيّاً، وتصديقهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } [مريم: 55]. وقرأ الباقونَ (تَرْضَى) بفتحِ التاء؛ أي لَعَلَّكَ تَرْضَى بالثَّواب والشَّفاعةِ، ودليلُ ذلك قَوْلُهُ تَعَالَى:وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } [الضحى: 5]، والمعنى: أقِمْ هذه الصَّلَواتِ لكي تُعطى من الثواب ما ترضَى.