الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }

قوله عَزَّ وَجَلَّ: { تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ }؛ أي القرآنُ بما فيه من الأخبار الماضية آياتُ الله بتَنْزيل جبريلَ عليه السلام بها عليك لبيانِ الحقِّ من الباطل، { وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ }؛ لأنك أخبرتَ بهذه الآيات مع أنكَ لم تشاهِدْها ولم تخالِطْ أهلَها. وقيل في معنى هذه الآياتِ: إماتةُ اللهِ الألوفَ دفعةً واحدة وإحياؤهم دفعةً واحدة وإعطاؤهُ الملك طالوتَ وهو من أهل الحمولِ الذي لا ينقادُ له الناس، ونصرُ أصحاب طالوت مع قلَّة عددهم وضَعْفِهم على جالوتَ وأصحابهِ مع شوكتهم وكثرتِهم دلالهٌ على قدرتِه وعلى نبوَّة أنبيائه صلواتُ الله عليهم. وقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } لأنكَ قد أُعْطِيْتَ من الآياتِ مثلَ ما أُعطيَ الأنبياءُ صلواتُ اللهِ عليهم وزيادةً.