الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ }؛ أي ذلكَ العذابُ لهم في الآخرة. وقيلَ: ذلك الضلالُ { بِأَنَّ ٱللَّهَ نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ } أي بالعذاب والصِّدقِ. واختلفوا فيه؛ فحينئذ يكونُ ذلك في موضع الرفع. وقال بعضُهم: هو في محل النصب؛ معناهُ: فعلنا ذلك بهم؛ بأنَّ الله أو لأن الله نزَّلَ الكتابَ بالحق فاختلفوا فيه وكفروا به؛ فَنُزِعَ الخافضُ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ }؛ قيل: هم اليهودُ والنصارَى، وأرادَ بالكتاب: التوراةَ والإنجيلَ وما فيهما من البشارةِ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وصحَّةِ أمرهِ ودينهِ.

وقيلَ: هم الكفارُ كلهم، وأراد بالكتاب القرآنَ واختلافَهم فيه؛ لأنَّ بعضهم قال: هو سحرٌ، وبعضهم قال: هو قولُ البشرِ، وبعضهم قال: هو أساطيرُ الأولين، { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِي ٱلْكِتَابِ } { لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ }؛ أي خلافٍ طويل.