الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ }؛ يعني يومَ القيامةِ وهو منصوبٌ على معنى: واذْكُرْ يومَ ندعُو كلَّ أناسٍ بإمامِهم؛ أي نَبيِّهِمْ، فيقالُ: هاتُوا متَّبعِي إبراهيمَ، هاتوا مُتَّبعي موسَى، هاتوا متَّبعي عيسَى، هاتوا متَّبعي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فيقومُونَ يأْخذُونَ كُتبَهم بأَيمانِهم.

ثم يقالُ: هاتُوا متَّبعي الشيطانِ رؤساءَ الضَّلالةِ، هاتوا مُتَّبعي الطاغوتِ، فيقُومون ويُعطَونَ كُتبَهم بشمائلِهم. ويقالُ: يُدعَى كلُّ أُناسٍ بعَملهِ، فيقالُ: أين صاحبُ هذا الكتاب؟ أين فلانُ بن فلان الْمُصَلِّي؟ وأين فلانُ بن فلان الصَّوَّام؟ إلى أن يُنادِي بالعازفِ والدفَّافِ والرَّقاصِ، فيُدعَى كلُّ أُناسٍ بعملهِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ }؛ أي مَن أُعطِيَ كتابَهُ الذي فيه ثوابُ عملهِ بيمينه، { فَأُوْلَـٰئِكَ يَقْرَؤونَ كِتَابَهُمْ }؛ يفرَحُون ويُسَرُّونَ بما يقرَأُون، وقولهُ تعالى: { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }؛ ولا يُنقَصُونَ من ثواب أعمالهم مقدارَ الفَتِيلِ، وهو القِشْرُ الذي في شِقِّ النَّواةِ، ويقالُ: هو الوَسَخُ الذي تَفْتِلُهُ بين إصبعَيكَ.