الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } * { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ }؛ أي " إلاَّ " في الوسوَسة، فإما أن يَمنعَهم عن الطاعةِ، أو يحملَهم على المعصيةِ فلا، وَقِيْلَ: معناهُ: إنَّ أولِيائي ليس لك عليهم حجَّة. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً }؛ أي حَافِظاً لأوليائهِ يعصِمُهم عن القبولِ من إبليس؛ لأن الوكيلَ بالشيءِ يكون حَافظاً له.

ثُم ذكَرَ سبحانَهُ نِعَمَهُ على عبادهِ فقال:

قَوْلُهُ تَعَالَى: { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ }؛ أي ربُّكم الذي يسوقُ لكم، ويُجرِي لكم السُّفنَ في البحرِ، { لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ }؛ أي لتطلبُوا ما كان مصلحةً لكم في دُنياكم وآخِرَتِكم من التِّجارة وغيرِها، { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }؛ حين أنعمَ عليكم بهذه النِّعم.