الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ }؛ لأنه خلَقَهم فهدَى بعضَهم وأضلَّ بعضهم على علمٍ منه بهم، لم يَخْتَرْ بعضَ الملائكةِ والأنبياء لِمَيْلِهِ إليهم، وإنما أختَارَهم لعِلمهِ بباطنهم، وقولهُ تعالى: { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ ٱلنَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ }.

قال قتادةُ: (اتَّخَذ اللهُ إبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً، وَجَعَلَ عِيسَى كَلِمَتَهُ وَرُوحَهُ، وَآتَى سُلَيْمَانَ مُلْكاً لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ، وَغَفَرَ لِمُحَمَّدٍ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذنْبهِ وَمَا تَأَخَّرَ). قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }؛ يعني كِتَابَهُ الذي أعطاهُ إياه، وهو مِائَةٌ وخمسون سورةً، ليس فيها حُكمٌ ولا فريضة، وإنما هو ثناءٌ على اللهِ تعالى.