الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلاَّ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }؛ أي إلا بما يؤدِّي إلى حفظهِ وصيانته وتَمييزهِ، وإنما خَصَّ اليتيمَ بذلك؛ لأن الطمعَ في مالهِ أكثرُ، وهو إلى الحفظِ أحوَجُ لِعَجْزِهِ عن حفظهِ بنفسه. قَوْلُهُ تَعَالَى: { حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ }؛ أي حتى يُكمِلَ ثَماني عشرةَ سَنة. وَقِيْلَ: معناهُ: حتى يبلُغَ وقتَ الْحَلُمِ ويكمل عقله.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً }؛ أي وأوْفُوا بعهدِ الله إليكم في أموالِ اليتَامى، وكلُّ ما أمرَ اللهُ به ونَهى عنهُ فهو من العهدِ، { إِنَّ ٱلْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً } عنه للجزاءِ، فحُذِفَ استكفاءً بدلالةِ الحال.