الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَٱلْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً }؛ أي وخلَقَ لكم الخيلَ والبغال والحميرَ؛ لتَركَبوها وتتزَيَّنوا بها زينةٌ، فيحصلُ لكم منافعُها، وحُسْنُ منظَرِها للناسِ، كما قال تعالى:ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } [الكهف: 46]. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }؛ أي يخلقُ أشياءَ لا تَعرِفُونَها لم يُسَمِّها لكم.

رُوي عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: " " إنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ أرْضاً بَيْضَاءَ مِثْلَ الدُّنْيَا ثَلاَثِينَ مَرَّةً مَحْشُوَّةً خَلْقاً مِنْ خَلْقِ اللهِ، لاَ يَعْلَمُونَ أنَّ اللهَ يُعْصَى طَرْفَةَ عَيْنٍ " قَالُواْ: يَا رَسُولَ اللهِ أمِنْ وَلَدِ آدَمَ هُمْ؟ قَالَ: " ما يَعْلَمُونَ أنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ؟ " قَالُواْ: فَأَيْنَ إبْلِيسُ عَنْهُمْ؟ قَالَ: " مَا يَعْلَمُونَ أنَّ اللهَ خَلَقَ إبْلِيسَ " ثُمَّ قَرَأ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ".

وهذه الآيةُ مما يُستَدلُّ بها على كراهيةِ لحم الخيلِ على مَذهب أبي حنيفةَ؛ لأنَّ اللهَ تعالى قال في الأنعامِوَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } [النحل: 5] ولم يذكُرْ في آيةِ الخيل والبغال إلا الركوبَ والزينةَ.