الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ }؛ أي يختفِي من المبشِّرين له بذلكَ ومن جُلسائهِ من كراهةِ ما بُشِّرَ به من الأُنثى، { أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ }؛ أي أيحفظُ المبشَّرَ به على هَوْنٍ ومشقَّة، والْهَوْنُ: الْهَوَانُ، { أَمْ يَدُسُّهُ }؛ أي يدفنهُ، { فِي ٱلتُّرَابِ }؛ حَيّاً كما كان في عادةِ العرب كان إذا وُلد لأحدهم أُنثى حفرَ لها حفرةً وألقاهَا فيها ودفَنَها حتى تَموتَ، وهي الْمَوْءُدَةُ.

وأما لفظُ التذكيرِ في قوله { أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ } فإنه راجعٌ إلى المبشَّر بهِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ }؛ أي ألاَ ساءَ ما يقضُونَ من اختيار البنين لأنفُسِهم، وإضافةِ البنات إلى اللهِ وقَتلِ الْمَوْءُودَةِ.