الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } * { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ }؛ قال ابنُ عبَّاس: (نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَصُهَيْبٍ وَبلاَلٍ وَأصْحَابهِ الَّذِينَ هَاجَرُواْ إلَى الْمَدِينَةِ مِنْ بَعْدِ مَا عَذبَهُمْ أهْلُ مَكَّةَ).

والمعنَى: والذين هَجَروا أوطانَهم في طاعةِ الله، وسَارُوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم من بعدِ ما ظلَمَهم الكفارُ، { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا حَسَنَةً } ، أرضاً كَرِيمَةً وهي المدينةُ بدلَ أوطانِهم، { وَلأَجْرُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ }؛ لَهم مما أعطينَاهم في الدُّنيا، { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } يعلمُ الكفَّار.

ثُم وَصَفَهم فقال: { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ }؛ يعني على الشَدائِد والعبادات، وصَبَروا عنِ الْمُحَرَّمَاتِ، { وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } في طلب الدِّين والدُّنيا.