الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } * { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } * { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } * { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ } * { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ }؛ أي قالَ لهم إبراهيم حين لم يَطعَمُوا من طَعَامِهِ: إنَّا منكم فَزِعُونَ، والوَجَلُ: هو الفزعُ، { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ }؛ أي لا تَخَفْ، { إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ }؛ بمولودٍ إذا وُلد كان غُلاماً، وإذا بَلَغَ كان عَليماً، { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي }؛ بالولدِ، { عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ }؛ بالشَّيب. قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَبِمَ تُبَشِّرُونَ }؛ قالَ هذا على جهة التعجُّب. وَقِيْلَ: أراد فتُبشِّرون بهذا من عندِ الله، أو من تلقاءِ أنفُسِكم. { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ }؛ أي بأمرِ الله، فإنَّ أمرَ اللهِ لا يكون إلا حقّاً، { فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ }؛ من رحمةِ الله، ثم { قَالَ }؛ لَهم: كيف أقنطُ من رحمةِ الله، { وَمَن يَقْنَطُ }؛ منها، { مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ }.