الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَبَرَزُواْ للَّهِ جَمِيعاً }؛ أي إذا كان يومُ القيامةِ بَرَزَ الناسُ من قُبورهم للمُسَائَلَةِ والمحاسبةِ، فيُسأَلون عن أعمالهم ويُجَازَوْنَ عليها، { فَقَالَ ٱلضُّعَفَاءُ }؛ أتباعُ الظَّلَمَةِ والعُصاة، { لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ }؛ وهم الرؤساءُ والقادة: { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا }؛ في المعصيةِ والظُّلم في الدُّنيا، { فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ }؛ دَافِعُونَ، { عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ }. فيقولُ لهم رؤساؤهم: { قَالُواْ لَوْ هَدَانَا ٱللَّهُ } أي ما نخلصُ به من هذا العذاب، { لَهَدَيْنَاكُمْ }؛ إليه؛ أي لا مَطْمَعَ لنا في ذلك، فكيف تطمَعون في مثلهِ من جِهَتنا؟ { سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ }؛ أي لا حِيلَةَ لنا سواءً أجَزِعْنَا أم صَبَرنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ مِنْ هذا العذاب.