الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ }؛ أي لما فتَحُوا أوعِيَتهم وجدوا دارهِمَهم رُدَّتْ إليهم، { قَالُواْ }؛ لأَبيهم: { يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي }؛ أي ما نظلِمُ ولا نكذبُ في ما أخبَرنَاكَ به أنَّ مَلِكَ مصرَ أكرَمَنا وألطفنا، وهذا إذا كان قولهُ: { مَا نَبْغِي } من البغيِ، فأما إذا كان من الطلب، فمعناهُ الاستفهامُ دون الجحدِ، وموضع (مَا) نَصْبٌ تقديرهُ أيُّ شيءٍ نريدُ، وفي قراءةِ عائشةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: " مَا نَبْغِي مَعْنَاهُ مَا نَطْلُبُ ".

قَوْلُهُ تَعَالَى: { هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا }؛ ابتداءُ كلامٍ معناهُ: درَاهمنا وهي ثمنُ الطعامِ الذي اشتريناهُ بمصرَ رُدَّتْ إلينا، وقولهُ تعالى: { وَنَمِيرُ أَهْلَنَا }؛ أي نَمْتَارُ لأهلنا، بقولهِ مَارَ فُلانٌ لأَهْلِهِ إذا حَمَلَ إليهم قُوتَهم من غيرِ بلدةٍ. ومَن قرأ (نُمِيرُ) بضم النون، أي نجعلهم أصحابَ مِيرَةٍ، { وَنَحْفَظُ أَخَانَا }؛ مِن أن يضيعَ، { وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ }؛ إذا كان هُوَ مَعنا، وسُمي الْحِمْلُ كَيْلاً؛ لأنه يُكَالُ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ }؛ أي هَيِّنٌ سريع لا حَبْسَ فيه إنْ أرسَلتَهُ معَنا.