الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ } * { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ }

قَوْلُهُ تَعََالَى: { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ }؛ معناهُ: الذين ظَلَموا أنفُسَهم بالكفرِ، وَقِيْلَ: الذين ظلَمُوا الناقةَ. والصَّيحَةُ: جِبرِيلُ عليه السلام صَاحَ بهم صيحةً هائلةً عند صباحِ اليوم الرابعِ، لَمْ تحتَمِلها قلوبُهم فهلَكُوا.

وإنَّما قالَ في هذهِ الآية: (وَأخَذ)، وفي آيةٍ أُخرى: (وَأخَذتْ)؛ لأنَّ الصيحةَ والصِّياحَ واحدٌ، فردَّ الكنايةَ مرَّة إلى الصِّياحِ ومرَّة إلى الصَّيحَةِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ }؛ أي مَيِّتِينَ قد هَمَدُوا رَمَاداً جُثُوماً على الرُّكَب. ويقال: أصبَحُوا في بلادِهم جَاثِمين على وجُوهِهم على الطَّرفِ. وقولهُ تعالى: { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَآ }؛ أي كأَنْ لم يكونُوا في الأرضِ قَطُّ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ }؛ أي برَبهِم، { أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ }؛ أي أبعَدَهم اللهُ من رحمتهِ. وقرىء (لِثَمُودِ) بالكسرِ لقُربها من قولهِ { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ } ، فمَنْ صرفَهُ جعله اسماً، ومَن لم يصرِفْهُ جعله اسماً للقبيلةِ.