الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { صِرَاطَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ }؛ همُ الأنبياءُ وأهلُ طاعةِ الله تعالى. واختلافُ القراءة في { صِرَاطَ } كاختلافِهم في { ٱلصِّرَاطَ }.

قوله عَزَّ وَجَلَّ: { غَيْرِ ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ } { ٱلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم } هم اليهودُ؛ و { ٱلضَّآلِّينَ } هم النصارى.

وأما (آمِيْن) فليس من السُّورةِ؛ ولكن رُوي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقولهُ ويأمر به. وقال: " لَقَّنِّي جِبْريْلُ عليه السلام بَعْدَ فَرَاغِي مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَاب: آمِيْن، وقال: إِنَّهُ كَالطَّابَعِ عَلَى الْكِتَاب " وَقِيْلَ: معنى آمين: اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ. وَقِيْلَ: معناهُ: يا آمِينَ؛ أي يَا اللهُ. فآمِينَ اسمٌ مِن أسماءِ الله. وَقِيْلَ: معناهُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي. وفي آمين لُغتان: الْمَدُّ والقصرُ؛ قال الشاعرُ في القصر:
تَبَاعَدَ مِنِّى فَطْحُلٌ إذْ رَأَيْتُهُ   أمِينَ فَزَادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا
وقال آخرُ في المدِّ:
صَلَّى الإلَهُ عَلَى لُوطٍ وَشِيْعَتِهِ   أبَا عُبَيْدَة قُلْ باللهِ آمِيْنَ
وقال آخرُ في الْمَدِّ أيضاً:
يَا رَبِّ لاَ تَسَلُبَنِى حُبَّهَا أبَداً   وَيَرْحَمُ اللهُ عَبْداً قَالَ آمِيْنَا
قال صلى الله عليه وسلم: " فَاتِحَةُ الْكِتَاب رُقْيَةٌ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إلاَّ السَّأْمَ " وهو الموتُ. وروي أن جبريلَ قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: " كُنْتُ أخْشَى الْعَذَابَ عَلَى أُمَّتِكَ فَلَمَّا نَزَلَتِ الْفَاتِحَةُ أمِنَتْ؛ لأَنَّهَا سَبْعُ آيَاتٍ؛ وَجَهَنَّمُ لَهَا سَبْعَةُ أبْوَابٍ، فَمَنْ قَرَأَهَا صَارَتْ كُلُّ آيَةٍ طَبَقاً عَلَى بَابٍ ".