الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }

{ رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ } اختلف هل هذا في الدنيا أو في الآخرة؟ فرضاهم عن الله في الدنيا وهو الرضا بقضائه والرضا بدينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً " ، ورضاهم عنه في الآخرة: هو رضاهم بما أعطاهم الله فيها، أو رضا الله عنهم لما ورد في الحديث أن الله يقول: " يا أهل الجنة هل تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: يا ربنا وأي شيء نريد وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من العالمين. فيقول: عندي أفضل من ذلك وهو رضواني فلا أسخط عليكم أبداً " { ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } أي لمن خافه وهذا دليل على فضل الخوف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خوف الله رأس كل حكمة.