الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }

{ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ } قيل: يفتنون أي يختبرون بالأمراض والجوع، وقيل: بالأمر بالجهاد واختار ابن عطية أن يكون المعنى يفضحون بما يكشف من سرائرهم { نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } أي: تغامزوا، وأشار بعضهم إلى بعض على وجه الاستخفاف بالقرآن، ثم قال بعضهم لبعض: هل يراكم من أحد؟ كأن سبب خوفهم أن ينقل عنهم ذلك. وقيل: معنى نظر بعضهم إلى بعض وعلى وجه التعجب مما ينزل في القرآن؛ من كشف أسرارهم ثم قال بعضهم لبعض { هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ } أي: هل رأى أحوالكم فنقلها عنكم أو علمت من غير نقل فهذا أيضاً على وجه التعجب { ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ } يحتمل أن يراد الانصراف بالأبدان، أو الانصراف بالقلوب عن الهدى { صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم } دعاء أو خبر { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } تعليل لصرف قلوبهم.