الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ }

{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } قال ابن عباس: ذهب ضوءها وأظلمت وقيل: رمي بها، وقيل: اضمحلت. وأصله من تكوير العمامة لأنها إذا لفت زال انبساطها وصغر جرمها { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } أي تساقطت من مواضعها، وقيل: تغيرت، والأول أرجح لأنه موافق لقوله: { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } وروي أن الشمس والنجوم تطرح في جهنم ليراها من عبدها، كما قال:إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } [الأنبياء: 98] { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } أي حملت وبعد ذلك تفتتت فتصير هباء ثم تتلاشى { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } العشار جمع عَشْراء وهي الناقة الحامل التي مر لحملها عشرة أشهر، وهي أنفس ما عند العرب وأعزها فلا تعطل إلا من شدة الهول، وتعطيلها هو تركها سائبة أي ترك حلبها { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } أي جمعت، وفي صفة حشرها ثلاثة أقوال: أحدها أنها تحشر أي تبعث يوم القيامة، ليقتص لبعضها من بعض ثم تكون تراباً. والآخر أنها تحشر بموتها دفعة واحدة عند هول القيامة قاله ابن عباس، وقال: إنها لا تبعث وأنه لا يحضر القيامة إلا الإنس والجن والثالث أنها تجمع في أول أهوال القيامة وتفر في الأرض فذلك حشرها.