{ إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا } العامل في إذ التقى والعدوة: شفير الوادي، وقرئ بالضم والكسر وهما لغتان، والدنيا القريبة من المدينة، والقصوى البعيدة { وَٱلرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ } يعني العير التي كان فيها أبو سفيان، وكان قد نكب عن الطريق خوفاً من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان جمع قريش المشركين قد حال بين المسلمين وبين العير { وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي ٱلْمِيعَٰدِ } أي لو تواعدتم مع قريش ثم علمتم كثرتهم وقلتكم لاختلفتم ولم تجتمعوا معهم، أو لو تواعدتم لم يتفق اجتماعكم مثل ما اتفق بتيسير الله ولطفه { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ } أي يموت من مات ببدر عن إعذار وإقامة الحجة عليه، ويعيش من عاش بعد البيان له، وقيل: ليهلك من يكفر ويحيى من يؤمن، وقرئ من حيي بالإظهار والإدغام وهما لغتان { إِذْ يُرِيكَهُمُ ٱللَّهُ } الآية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى الكفار في نومه قليلاً، فأخبر بذلك أصحابه فقويت أنفسهم { لَّفَشِلْتُمْ } أي جبنتم عن اللقاء.