الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } * { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } * { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } * { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } * { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ }

{ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } يعني حالة الموت، والتراقي جمع ترقوة وهو عظام أعلى الصدر، والفاعل ببلغت نفس الإنسان دل على ذلك سياق الكلام، وهو عبارة عن حال الحشرجة وسياق الموت { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } أي قال أهل المريض: من يرقيه عسى أن يشفيه؟ وقيل: معناه أن الملائكة تقول: من يرقى بروحه أي يصعد بها إلى السماء؟ فالأول من الرقية وهو أشهر وأظهر، والثاني من الرقيّ وهو العلو { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } أي تيقن المريض أن ذلك الحال فراق الدنيا وفراق أهله وماله { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } هذا عبارة عن شدة كرب الموت وسكراته، أي التفت ساقه على الأخرى عند السياق، وقيل هو مجاز كقوله كشفت الحرب عن ساقها إذا اشتدت، وقيل: معناه ماتت ساقه فلا تحمله، وقيل: التفت أي لفها الكافر إذا كفر، وفي قوله: الساق والمساق ضرب من ضروب التجنيس { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ } هذا جواب إذا بلغت التراقي، والمساق مصدر من السوق كقوله:وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } [آل عمران: 28].