الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } * { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } * { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ }

{ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } العامل في إذ أرسلنا المضمر، أو يكون بدلاً من لوط { مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَٰلَمِينَ } أي لم يفعلها أحد من العالمين قبلكم، ومن الأولى زائدة، والثانية: للتبعيض أو للجنسفَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } [النمل: 56] الآية: أي أنهم عدلوا عن جوابه على كلامه إلى الأمر بإخراجه وإخراج أهله { أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } أي يتنزهون عن الفاحشة { مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي من الهالكين، وقيل: من الذين غبروا في ديارهم فهلكوا، أو من الباقين من أترابها يقال غبر من الهالكين، بمعنى مضى، وبمعنى بقي، وإنما قال: من الغابرين بجمع المذكر تغليباً للرجال الغابرين { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَراً } يعني الحجارة أصيب بها من كان منهم خارجاً عن بلادهم، وقلبت البلاد بمن كان فيها.