الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } * { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَآءَتْنَا رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَآءَهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَآءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ } * { قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱلأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { قَالُوۤاْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } * { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

{ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ } الآية: وعيد من فرعون للسحرة، وليس في القرآن أنه أنفذ ذلك، لكن روى أنه أنفذه عن ابن عباس وغيره، وقد ذكر معنى من خلاف في العقود [المائدة: 36] { قَالُوۤاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } أي لا نبالي بالموت لانقلابنا إلى ربنا { وَمَا تَنقِمُ مِنَّآ إِلاَّ أَنْ آمَنَّا } أي ما تعيب منا إلا إيماننا { لِيُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي يخربوا ملك فرعون وقومه ويخالفوا دينه { وَيَذَرَكَ } معطوف على ليفسدوا، أو منصوب بإضمار أن بعد الواو { وَآلِهَتَكَ } قيل: إن فرعون كان قد جعل للناس أصناماً يعبدونها، وجعل نفسه الإلٰه الأكبر فلذلك قال:أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [النازعات: 24]، فآلهتك على هذا هي تلك الأصنام، وقرأ علي بن أبي طالب وابن مسعود وابن عباس وآلهتك: أي عبادتك والتذلل لك { إِنَّ ٱلأَرْضَ للَّهِ } تعليل للصبر ولذا أمرهم به يعني أرض الدنيا هنا وفي قوله: { وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } وقيل: يعني أرض فرعون، فأشار لهم موسى أولاً بالنصر في قوله: { يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } ، ثم صرح في قوله: { عَسَىٰ رَبُّكُمْ } الآية { فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } حض على الاستقامة والطاعة. بالسنين: أي الجدب والقحط.