الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ نۤ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } * { مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } * { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ }

{ نۤ } حرف من حروف الهجاء وقد تقدم الكلام عليها في البقرة، ويختص { نۤ } بأنه قيل: إنه حرف من الرحمٰن فإن حروف الرحمٰن ألف ولام وراء وحاء وميم، ون وقيل: إن نون هنا يراد به الحوت، ومنه؛ ذو النون يونس { وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } اختلف فيه على قولين أحدهما: أنه القلم الذي كتب به اللوح المحفوظ، فالضمير في يسطرون للملائكة، والآخر: أنه القلم المعروف عند الناس، أقسم الله به لما فيه من المنافع والحكم، والضمير في { يَسْطُرُونَ } على هذا لبني آدم { مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } هذا جواب القسم وهو خطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم معناه: نفي نسبة الكفار له من الجنون، وبنعمة ربك اعتراض بين ما وخبرها كما تقول: أنت بحول الله أفضل، والمجرور في موضع الحال، وقال الزمخشري: إن العامل فيه بمجنون { غَيْرَ مَمْنُونٍ } ذكر في [فصلت: 8].