{ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } الآية: إقامة حجة على من عبد عيسى وأمه وهما لا يملكان ضراً ولا نفعاً { قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } خطاب للنصارى، والغلوّ الإفراط وسبب ذلك كفر النصارى { وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ } قيل: هم أئمتهم في دين النصرانية كانوا على ضلال في عيسى، وأضلوا كثيراً من الناس، ثم ضلوا بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: هم اليهود، والأول أرجح لوجهين: أحدهما أن الضلال وصف لازم للنصارى، ألا ترى قوله تعالى:{ وَلاَ ٱلضَّآلِّينَ } [الفاتحة: 7]، والآخر: أنه يبعد نهي النصارى عن اتباع اليهود، مع ما بينهم من الخلاف والشقاق.