الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ }

{ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } أي لم يشكوا في إيمانهم وفي ذلك تعريض بالأعراب المذكورين، بأنهم في شك وكذلك قوله في هؤلاء: { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } تعريض أيضاً بالأعراب إذ كذبوا في قولهم آمناً. وإنما عطف { ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } بثم إشعاراً بثبوت إيمانهم في الأزمنة المتراخية المتطاولة { وَجَاهَدُواْ } يريد جهاد الكفار، لأنه دليل على صحة الإيمان، ويبعد أن يريد جهاد النفس والشيطان لقوله: { بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ }.