الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } الآية احتجاج على قريش؛ لأنهم كانوا يعترفون أن الله هو الذي خلق السمٰوات والأرض؛ وكانوا مع اعترافهم بذلك يعبدون غيره، ومقتضى جوابهم أن يقولوا: خلقهن الله، فلما ذكر هذا المعنى جاءت العبارة عن الله بـ { ٱلْعَزِيزُ ٱلْعَلِيمُ }؛ لأن اعترافهم بأنه خلق السمٰوات والأرض يقتضي أن يعترفوا بأنه عزيز عليم، وأما قوله: { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ } فهو من كلام الله لا من كلامهم { مَهْداً } أي فراشاً على وجه التشبيه { سُبُلاً } أي طرقاً تمشون فيها.