{ فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ } أي إلى ذلك الذي شرع الله، فادع الناس فاللام بمعنى إلى، والإشارة بذلك إلى قوله شرع لكم من الدين أو إلى قوله: ما تدعوهم إليه وقيل: ان اللام بمعنى أجل، والإشارة إلى التفرق والاختلاف، أي لأجل ما حدث من التفرق ادع إلى الله وعلى هذا يكون قوله: واستقم معطوفاً، وعلى الأول يكون مستأنفاً فيوقف على { فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ } { كَمَآ أُمِرْتَ } أي دُمْ على ما أمرت به من عبادة الله وطاعته وتبليغ رسالته { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } لضمير الكفار وأهواؤهم ما كانوا يحبون من الكفر والباطل كله { وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } قيل: يعني العدل في الأحكام إذا تخاصموا إليه، ويحتمل أن يريد العدل في دعائهم إلى دين الإسلام، أي أمرت أن أحملكم على الحق { لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } أي لا جدال ولا مناظرة، فإن الحق قد ظهر وأنتم تعاندون.