{ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً } اتفق دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع جميع الأنبياء في أصول الاعتقادات، وذلك هو المراد هنا، ولذلك فسره بقوله: { أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ } يعني إقامة الإسلام الذي هو توحيد الله وطاعته، والإيمان برسله وكتبه وبالدار الآخرة، وأما الأحكام الفروعية، فاختلفت فيها الشرائع فليست تراد هنا { أَنْ أَقِيمُواْ } يحتمل أن تكون أن في موضع نصب بدلاً من قوله: { مَا وَصَّىٰ } أو في موضع خفض بدلاً من به، أو في موضع رفع على خبر ابتداء مضمر، أو تكون مفسرة لا موضع لها من الإعراب { كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } أي صعب الإسلام على المشركين { ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ } الضمير في إليه يعود على الله تعالى، وقيل على الدين.