الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ }

{ فُصِّلَتْ } أي بينت وقيل قطعت إلى سورة وآيات { قُرْآناً عَرَبِيّاً } منصوب بفعل مضمر على التخصيص أو حال أو مصدر { لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } معناه يعلمون الأشياء ويعقلون الدلائل إذا نظروا فيها، وذلك هو العلم الذي يوجب التكليف وقيل: معناه يعلمون الحق والإيمان فالأول عام وهذا خاص، والأول أولى لقوله: { فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ } لأن الإعراض ليس من صفة المؤمنين، وقيل: يعلمون لسان العرب فيفهمون القرآن إذ هو بلغتهم، وقوله: { لِّقَوْمٍ } يتعلق بتنزيل أو فصلت والأحسن أن يكون صفة لكتاب { فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } أي لا يقبلون ولا يطيعون، وعبّر عن ذلك بعدم السماع على وجه المبالغة.