الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } * { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ } * { فِي ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ }

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ } يعني كفار قريش، وقيل: هم أهل الأهواء كالقدرية وغيرهم، وهذا مردود بقوله: { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ } إلا إن جعلته منقطعاً مما قبله وذلك بعيد { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ } العامل في إذ يعملون وجعل الظرف الماضي من الموضع المستقبل لتحقيق الأمر به { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ } أي يجرون والحميم الماء الشديد الحرارة { يُسْحَبُونَ * فِي ٱلْحَمِيمِ } أي يجرون في الحميم والماء الشديد الحرارة { ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } هذا من قولك: سجرت التنور إذا ملأته بالنار، فالمعنى أنهم يدخلون فيها كما يدخل الحطب في التنور، ولذلك قال مجاهد في تفسيره: توقد بهم النار (تمرحون) من المرح وهو الأشر والبطر. وقيل: الفخر والخيلاء.