{ وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي ٱلنِّسَآءِ } أي يسألونك عما يجب عليهم في أمر النساء { وَمَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } عطف على اسم الله أي يفتيكم الله، والمتلوّ عليكم في الكتاب يعني القرآن { فِي يَتَٰمَى ٱلنِّسَآءِ ٱلَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ } كان الرجل من العرب يتزوّج اليتيمة من أقاربه بدون ما تستحقه من الصداق، فقوله: ما كتب لهن يعني ما تستحقه المرأة من الصداق، وقوله: { وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ } يعني: لجمالهن ومالهن من غير توفية حقوقهن، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك أول السورة في قوله:{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ } [النساء: 3] الآية، وهذه هي التي تليت عليهم في يتامى النساء، { وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلْوِلْدَٰنِ }: عطف على يتامى النساء، والذي يتلى في المستضعفين من الولدان وهو قوله:{ يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلاَدِكُمْ } [النساء: 11]، لأن العرب كانت لا تورث البنت ولا الابن الصغير، فأمر الله أن يأخذوا نصيبهم من الميراث { وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَىٰ بِٱلْقِسْطِ } عطف على المستضعفين، أي والذي يتلى عليكم في أن تقوموا لليتامى بالقسط، ويجوز أن يكون منصوباً تقديره: ويأمركم أن تقوموا، أو الخطاب في ذلك للأولياء، والأوصياء، أو للقضاة وشبههم، والذي تُلي عليهم في ذلك قوله:{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَٰلَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً } [النساء: 10] الآية، وقوله:{ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَٰطِلِ } [البقرة: 188] إلى غير ذلك.