الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ }

{ وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } هذا وعد النبي صلى الله عليه وسلم ووعيد لهم { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } إشارة إلى قولهم { مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ }؟فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [الأنفال: 32] وشبه ذلك { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } الساحة: الفِناء حول الدار، والعرب تستعمل هذه اللفظة فيما يرد على الإنسان من محظور وسوء { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } الصباح مستعمل في ورود الغارات والرزايا، ومقصد الآية التهديد بعذاب يحل بهم بعد أن أنذروا، فلم ينفعهم الإنذار، وذلك تمثيل أنذرهم ناصح بأن جيشاً يحل بهم فلم يقبلوا نصحه، حتى جاءهم الجيش وأهلكهم.