الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }

{ فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا } قرئ { بَاعِدْ } وقرأ ابن كثير وأبو عمر { بَعِّدْ } بالتخفيف والتشديد على وجه الطلب، والمعنى أنهم بطروا النعمة وملّوا العافية، وطلبوا من الله أن يباعد بين قراهم المتصلة ليمشوا في المفاوز ويتزوّدوا للأسفار، فعجل الله إجابتهم، وقرئ { باعد } بفتح العين على الخبر، والمعنى أنهم قالوا إن الله باعد بين قراهم، وذلك كذب وجحد للنعمة { وَظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } يعني بقولهم { بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا } أو بذنوبهم على الاطلاق { وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } أي فرقناهم في البلاد حتى ضرب المثل بفرقتهم، قيل تفرقوا أيدي سبأ، وفي الحديث: " إن سبأ أبو عشرة من القبائل، فلما جاء السيل على بلادهم تفرقوا فتيامَنَ منهم ستة وتشاءَمَ أربعة ".