الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ } الآية: سببها أن بعض النساء قلن: ذكر الله الرجال ولم يذكرنا، فنزل فيها ذكر النساء { وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ } الإسلام هو الانقياد، والإيمان هو التصديق، ثم إنهما يطلقان بثلاثة أوجه باختلاف المعنى كقوله: " لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " وبالاتفاق لاجتماعهما كقوله:فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات: 35] الآية، وبالعموم فيكون الإسلام أعم، لأنه بالقلب والجوارح، والإيمان أخص لأنه بالقلب خاصة، وهذا هو الأظهر في هذا الموضع { وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ } يحتمل أن يكون بمعنى العبادة أو الطاعة { وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ } يحتمل أن يكون من صدق القول أو من صدق العزم.