الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } * { فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ } معنى الآية؛ أن الله أخذ العهد والميثاق، على كل نبيّ أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وينصره إن أدركه، وتضمن ذلك أخذ هذا الميثاق على أمم الأنبياء، واللام في قوله: { لَمَآ آتَيْتُكُم } لام التوطئة، لأنّ أخذ الميثاق في معنى الاستخلاف، واللام في لتؤمنن جواب القسم، وما يحتمل أن تكون شرطية، ولتؤمنن سدّ مسدَّ جواب القسم والشرط. وأن تكون موصولة بمعنى الذي آتيناكموه { لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ } والضمير في به { وَلَتَنصُرُنَّهُ } عائد على الرسول { أَأَقْرَرْتُمْ } أي اعترفتم { إِصْرِي } عهدي { فَٱشْهَدُواْ } أي على أنفسكم وعلى أممكم بالتزام هذا العهد { وَأَنَاْ مَعَكُمْ } تأكيد للعهد بشهادة رب العزة جلّ جلاله { بَعْدَ ذٰلِكَ } أي من تولى عن الإيمان بهذا النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا الميثاق؛ فهو فاسق مرتد متمرد في كفره.