{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ } الآية: نزلت في اليهود والنصارى توبيخاً لهم، ووعيداً على قبح أفعالهم، وأفعال أسلافهم{ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } [آل عمران: 19] هم اليهود، والكتاب هنا التوراة، أو جنس{ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللَّهُ } [البقرة: 221] قال ابن عباس: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على جماعة من اليهود فيهم النعمان بن عمرو والحارث بن زيد، فقالوا له: على أي دين أنت؟ فقال لهم: على دين إبراهيم، فقالوا: إنّ إبراهيم كان يهودياً، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلمّوا إلى التوراة فهي بيننا وبينكم، فأبوا عليه فنزلت الآية، فكتاب الله على هذا التوراة، وقيل: هو القرآن: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه فيعرضون عنه { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ } الإشارة إلى إعراضهم عن كتاب الله والباء سببية: والمعنى أن كفرهم بسبب اعتراضهم وأكاذيبهم، والأيام المعدودات قد ذكرت في البقرة { فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ } أي: كيف يكون حالهم يوم القيامة، والمعنى: تهويل واستعظام لما أعدّ لهم.