الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآءُوا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ }

{ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ } صفة للذين، وليس صفة للعبيد { حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ } كانوا إذا أرادوا أن يعرفوا قبول الله لصدقه أو غيرها جعلوه في مكان، فتنزل نار من السماء فتحرقه، وإن لم تنزل فليس بمقبول، فزعموا أن الله جعل لهم ذلك علامة على صدق الرسل { قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ } الآية: رد عليهم بأن الرسل قد جاءتهم بمعجزات توجب الإيمان بهم، وجاؤهم أيضاً بالقربان الذي تأكله النار، ومع ذلك كذبوهم وقتلوهم، فذلك يدل على ان كفرهم عناد، فإنهم كذبوا في قولهم: { إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا } { فَإِن كَذَّبُوكَ } الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بالتأسي بغيره.