الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ }

{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } أي من بني إسرائيل، وكان ابن عم موسى وقيل ابن عمته، وقيل ابن خالته { فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ } أي تكبر وطغى، ومن ذلك كفره بموسى عليه السلام { وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ } المفاتح هي التي يفتح بها، وقيل: هي الخزائن، والأول أظهر، والعصبة جماعة الرجال من العشرة إلى الأربعين، وتنوء معناه تثقل، يقال ناء به الحمل: إذا أثقله، وقيل: معنى تنوء تنهض بتحامل وتكلف، والوجه على هذا أن يقال إن العصبة تنوء بالمفاتح، لكنه قلب كما جاء قلب الكلام عن العرب كثيراً، ولا يحتاج إلى قلب على القول الأول { لاَ تَفْرَحْ } الفرح هنا هو الذي يقود إلى الإعجاب والطغيان، ولذلك قال: { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } ، وقيل السرور بالدنيا، لأنه لا يفرح بها إلا من غفل عن الآخرة ويدل على هذا قوله:وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ } [الحديد: 23].