الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلاۤ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ }

{ وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } لو هنا حرف امتناع ولولا الثانية عرض وتحضيض، والمعنى لولا أن تصيبهم مصيبة بكفرهم لم نرسل الرسل، وإنما أرسلناهم على وجه الإعذار وإقامة الحجة عليهم، لئلا يقولوا: { رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ } يعني القرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم { قَالُواْ لَوْلاۤ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ } يعنون إنزال الكتاب عليه من السماء جملة واحدة، وقلب العصا حية وفلق البحر وشبه ذلك { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ } هذا ردّ عليهم فيما طلبوه، والمعنى أنهم كفروا بما أوتي موسى فلوا آتينا محمداً مثل ذلك لكفروا به، { مِن قَبْلُ } على هذا يتعلق بقوله: { أُوتِيَ مُوسَىٰ } ، ويحتمل أن يتعلق بقوله: { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ } ، إن كانت الآية في بني إسرائيل، والأول أحسن { قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا } يعنون موسى وهارون، أو موسى ومحمداً صلى الله عليه وسلم والضمير في { أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ } وفي { قَالُواْ } لكفار قريش وقيل: لآبائهم، وقيل لليهود والأول أظهر وأصح لأنهم المقصودون بالرد عليهم.