{ فَٱفْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ } أي احكم بيننا { فِي ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ } أي المملوء { بِكُلِّ رِيعٍ } الريع المكان المرتفع وقيل الطريق { آيَةً } يعني المباني الطوال وقيل أبراج الحمام { مَصَانِعَ } جمع مصنع وهو ما أتقن صنعه من المباني، وقيل: مأخذ الماء { أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ } الآية تفسير لقوله أمدكم بما تعلمون فأبْهَمَ أولاً ثم فسره { خُلُقُ ٱلأَوَّلِينَ } بضم الخاء واللام أي عادتهم والمعنى أنهم قالوا: ما هذا الذي عليه من ديننا إلا عادة الناس الأولين، وقرأ [ابن كثير والكسائي وأبو عمرو] بفتح الخاء وإسكان اللام، ويحتمل على هذا وجهين: أحدهما أنه بمعنى الخلقة والمعنى ما هذه الخلقة التي نحن عليها إلا خلقة الأولين، والآخر أنها من الاختلاق بمعنى الكذب، والمعنى ما هذا الذي جئت به إلا كذب الأولين { أَتُتْرَكُونَ } تخويف لهم معناه: أتطمعون أن تتركوا في النعم على كفركم { وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } الطلع عنقود التمر في أول نباته قبل أن يخرج من الكم، والهضيم: اللين الرطب، فالمعنى طلعها يتم ويرطب، وقيل: هو الرَّخْص أول ما يخرج، وقيل: الذي ليس فيه نوى، فإن قيل: لم ذكر النخل بعد ذكر الجنات، والجنات تحتوي على النخل؟ فالجواب: أن ذلك تجريد كقوله:{ فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } [الرحمٰن: 68]، ويحتمل أنه أراد الجنات التي ليس فيها نخل ثم عطف عليها النخل.