الرئيسية - التفاسير


* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً } * { تَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً }

{ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ } لما ذكر الرحمٰن في القرآن أنكرته قريش، وقالوا: لا نعرف الرحمٰن، وكان مسيلمة الكذاب قد تسمى بالرحمٰن، فقالوا على وجه المغالطة: إنما الرحمٰن الرجل الذي باليمامة { أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا } تقديره لما تأمرنا أن نسجد له { وَزَادَهُمْ نُفُوراً } الضمير المفعول في زادهم يعود على المقول وهو { ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ } { بُرُوجاً } يعني المنازل الأثني عشر، وقيل الكواكب العظام { سِرَاجاً } يعني الشمس، وقرىء بضم السين والراء على الجمع يعني جميع الأنوار ثم خص القمر بالذكر تشريفاً { جَعَلَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً } أي يخلف هذا هذا، وقيل: هو من الاختلاف، لأن هذا أبيض وهذا أسود، والخلفة اسم الهيئة: كالركبة والجِلسة، والأصل جعلهما ذوي خلفة { لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ } قيل: معناه يعتبر في المصنوعات، وقيل: معناه يتذكر لما فاته من الصلوات وغيرها في الليل، فيستدركه في النهار أو فاته بالنهار فيستذكره بالليل، وهو قول عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهما.