{ تَبَارَكَ } من البركة وهو فعل مختص بالله تعالى لم ينطق له بالمضارع { عَلَىٰ عَبْدِهِ } يعني محمداً صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وذلك على وجه التشريف له والاختصاص { لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } الضمير لمحمد صلى الله عليه وسلم أو للقرآن، والأول أظهر وقوله " للعالمين " عموم يشمل الجن والإنس ممن كان في عصره، ومن يأتي بعده إلى يوم القيامة، وتضمن صدر هذه الآية إثبات النبوة والتوحيد، والردّ على من خالف في ذلك { فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } الخلق عبارة عن الإيجاد بعد العدم، والتقدير: عبارة عن إتقان الصنعة، وتخصيص كل مخلوق بمقداره، وصفته وزمانه ومكانه، ومصلحته، وأجله، وغير ذلك { وَٱتَّخَذُواْ } الضمير لقريش وغيرهم ممن أشرك بالله تعالى { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } يعنون قوماً من اليهود منهم: عداس ويسار وأبو فكيهة الرومي { فَقَدْ جَآءُوا ظُلْماً وَزُوراً } أي ظلموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما نسبوا إليه وكذبوا في ذلك عليه.