{ ٱنصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ } تضمن هذا دعاء عليهم، لأن نصرته إنما هي بإهلاكهم وقد تقدم في [هود: 37] تفسير { بِأَعْيُنِنَا } ووحينا، { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } ، { وَلاَ تُخَاطِبْنِي } { فَٱسْلُكْ فِيهَا } أي أدخل فيها، وقد تقدم تفسير زوجين اثنين { وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ } إن مخففة من الثقيلة، { لَمُبْتَلِينَ }: اسم فاعل من ابتلى، ويحتمل أن يكون بمعنى الاختبار، أو إنزال البلاء { قَرْناً آخَرِينَ } قيل: إنهم عاد ورسولهم (هود)، لأنهم الذين يلون قوم نوح، وقيل: أنهم ثمود ورسولهم صالح، وهذا أصح لقوله:{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } [المؤمنون: 41]، وأما عاد فأهلكوا بالريح { مِن قَوْمِهِ } قدم هذا المجرور على قوله { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } لئلا يوهم أنه متصل بقوله { ٱلْحَيـاةِ ٱلدُّنْيَا } بخلاف قوله: { وَقَالَ ٱلْمَلأُ مِن قَوْمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } في غير هذا الموضع { وَأَتْرَفْنَاهُمْ } أي نعمناهم { بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } يحتمل أنهم قالوا ذلك لإنكارهم أن يكون نبيّ من البشر، أو قالوه أنفة من اتباع بشر مثلهم، وكذلك قال قوم نوح { أَيَعِدُكُمْ } استفهام على وجه الاستهزاء والاستبعاد { أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ } كرر أن تأكيداً للأولى؛ ومخرجون خبر عن الأولى.